قال الإمام السهيلي رحمه الله : فهم سبب الاستثناء فلو سماهم بأسمائهم الأعلام كان الاستثناء مقصوراً عليهم والمدح مخصوصاً بهم ولكن ذكرهم بهذه الصفة ليدخل معهم في هذا الاستثناء كل من اقتدى بهم شاعراً كان أو خطيباً أو غير ذلك انتهى.
وفي "التأويلات النجمية" : لأرباب القلوب في الشعر سلوك على إقدام التفكر بنور الإيمان وقوة العمل الصالح وتأييد الذكر الكثير ليصلوا إلى أعلى درجات القرب وتؤيدهم الملائكة بدقائق المعاني بل يوفقهم الله لاستجلاب الحقائق ويلهمهم بألفاظ الدقائق فبالإلهام يهيمون
في كل وادٍ من المواعظ الحسنة والحكم البالغة وذم الدنيا وتركها وتزيين الآخرة وطلبها وتشويق العباد وتحبيبهم إلى الله وتحبيب الله إليهم وشرح المعارف وبيان الموصل والحث على السير والتحذير عن الألفاظ القاطعة للسير وذكر الله وثنائه ومدح النبي عليه السلام والصحابة وهجاء الكفار انتصاراً كما قال عليه السلام لحسان :"اهج المشركين فإن جبريل معك" انتهى.
والجمهور على إباحة الشعر ثم المذموم منه ما فيه كذب وقبح وما لم يكن كذلك فإن غلب على صاحبه بحيث يشغله عن الذكر وتلاوة القرآن فمذموم
وإن لم يغلب كذلك فلا ذم فيه وفي الحديث :"إن من الشعر لحكمة" أي : كلاماً نافعاً يمنع عهن الجهل والسفه وكان علي رضى الله عنه أشعر الخلفاء وكانت عائشة رضي الله عنها أبلغ من الكل.


الصفحة التالية
Icon