ولما كان الشعر مما لا ينبغي للأنبياء عليهم السلام لم يصدر من النبي عليه السلام بطريق الإنشاء دون الإنشاد إلا ما كان بغير قصد منه وكان كل كمال بشرى تحت علمه الجامع فكان يجيب كل فصيح وبليغ وشاعر وأشعر وكل قبيلة بلغاتهم وعباراتهم وكان يعلم الكتاب علم الخط وأهل الحرف حرفتهم ولذا كان رحمة للعالمين.
﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ على أنفسهم بالشعر المنهي عنه وغيره فهو عام لكل ظالم والسين للتأكيد ﴿أَىَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ أي : منصوب ينقلبون على المصدر لا بقوله سيعلم لأن أياً وسائر أسماء الاستفهام لا يعمل فيها ما قبلها وقدم على عامله لتضمنه معنى الاستفهام وهو متعلق بسيعلم ساداً مسد مفعوليه.
والمنقلب بمعنى الانقلاب أي الرجوع.
والمعنى ينقلبون أي الانقلاب ويرجعون إليه بعد مماتهم أي الرجوع أي ينقلبون انقلاباً سوءاً ويرجعون رجوعاً شراً لأن مصيرهم إلى النار.