فإذا أدخلت حرف الجر على من فقدر الهمزة قبل حرف الجر في ضميرك كأنك تقول : أعلى من تنزل الشياطين كقولك : أعلى زيد مررت اه.
وتعقبه صاحب الفرائد بقوله : يشكل ما ذكر بقولهم : من أين أنت ومن أين جئت وقوله تعالى :﴿ مِنْ أَىّ شَىْء خَلَقَهُ ﴾ [ عبس : ١٨ ] وقوله فيم : وبم ومم وحتام ونحوها.
وأجاب صاحب الكشف بأنه لا إشكال في نحو من أين أنت؟ لأن التقدير أمن البصرة أم من الكوفة مثلا ولا يخفى أنه لا يحتاج على ما حققه النحاة إلى جميع ذلك، وجملة ﴿ على مَن تَنَزَّلُ ﴾ الخ في موضع نصب بأنبئكم لأنه معلق بالاستفهام وهي إما سادة مسد المفعول الثاني أن قدرت الفعل متعدياً لاثنين ومسد مفعولين إن قدرته متعدياً لثلاثة، والمراد هل أعلمكم جواب هذا الاستفهام أعني على من تنزل الشياطين وأصل تنزل تتنزل فحذفت أحدى التاءين.
والكلام على معنى القول عند أبي حيان كأنه قيل : قل يا محمد هل أنبئكم على من تنزل الشياطين.
﴿ تَنَزَّلُ على كُلّ أَفَّاكٍ ﴾ أي كثير الافك وهو الكذب ﴿ أَثِيمٍ ﴾ كثير الاثم، و﴿ كُلٌّ ﴾ للتكثير وجوز أن تكون للإحاطة ولا بعد في تنزلها على كل كامل في الإفك والإثم كالكهنة نحو شق بن رهم بن نذير.
وسطيح بن ربيعة بن عدى.
والمراد بواسطة التخصيص في مرعض البيان أو السياق أو مفهوم املخالفة عند القائل به قصر تنزلهم على كل من اتصف بما ذكر من الصفات وتخصيص له بهم لا يتخطاهم إلى غيرهم وحيث كانت ساحة رسول الله ﷺ منزهة عن أن يحوم حولها شائبة شيء من تلك الأوصاف اتضح استحالة تنزلهم عليه عليه الصلاة والسلام.