استثناء للشعراء المؤمنين الصالحين الذين يكثرون ذكر الله عز وجل ويكون أكثر أشعارهم في التوحيد والثناء على الله سبحانه وتعالى والحث على الطاعة والحكمة والموعظة والزهد في الدنيا والترهيب عن الركون إليها والاغترار بزخارفها والافتتان بملاذها الفانية والترغيب فيما عند الله تعالى ونشر محاسن رسوله ﷺ ومدحه وذكر معجزاته ليتغلغل حبه في سويداء قلوب السامعين وتزداد رغباتهم في اتباعه ونشر مدائح آله وأصحابه وصلحاء أمته لنحو ذلك ولو وقع منهم في بعض الأوقات هجو وقع بطريق الانتصار ممن هجاهم من غير اعتداء ولا زيادة كما يشير إليه قراءة بعضهم ﴿ وانتصروا بِمِثْلِ مَا ظَلَمُواْ ﴾، وقيل : المراد بالمستثنين شعراء المؤمنين الذين كانوا ينافحون عن رسول الله ﷺ ويكافحون هجاة المشركين، واستدل لذلك بما أخرج عبد بن حميد.
وابن أبي حاتم عن قتادة إن هذه الآية نزلت في رهط من الأنصار هاجوا عن رسول الله ﷺ، منهم كعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة.
وحسان بن ثابت.
وعن السدي نحوه، وبما أخرج جماعة عن أبي حسن سالم البراد أنه قال : لمانزلت ﴿ والشعراء ﴾ [ الشعراء : ٢٢٤ ] الآية جاء عبد الله بن رواحة.
وحسان بن ثابت.
وكعب بن مالك وهم يبكون فقالوا : يا رسول الله لقد أزل الله تعالى هذه الآية وهو يعلم أنا شعراء هلكنا فأنزل الله تعالى ﴿ إِلاَّ الذين ءامَنُواْ ﴾ الخ فدعاهم رسول الله ﷺ فتلاها عليهم.
وأنت تعلم أن العبرة لعموم اللفظ لا لخصوص السبب، وأخرج ابن مردويه : وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قرأ قوله تعالى :﴿ إِلاَّ الذين ءامَنُواْ ﴾ إلى آخر الصفات فقال : هم أبو بكر.
وعمر وعلي.