وأخرج الديلمي عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه مرفوعاً الشعراء الذين يموتون في الإسلام يأمرهم الله تعالى أن يقولوا شعراً يتغنى به الحور العين لأزواجهن في الجنة والذين ماتوا في الشرك يدعون بالويل والثبور في النار، وقد أنشد كل من الخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم أجمعين الشعر، وكذا كثير من الصحابة رضي الله تعالى عنهم، فمن شعر أبي بكر رضي الله تعالى عنه :
أمن طيف سلمى بالبطائح الدمائث...
أرقت وأمر في العشيرة حادث
ترى من لؤى فرقة لا يصدها...
عن الكفر تذكير ولا بعث باعث
رسول أتاهم صادق فتكذبوا...
عليه وقالوا لست فينا بماكث
ولما دعوناهم إلى الحق أدبروا...
وهروا هرير المجحرات اللواهث
فكم قد مثلنا فيهم بقرابة...
وترك التقي شيء لهم غير كارث
فإن يرجعوا عن كفرهم وعقوقهم...
فما طيبات الحل مثل الخبائث
وإن يركبوا طغيانهم وضلالهم...
فليس عذاب الله عنهم بلابث
ونحن أناس من ذؤابة غالب...
لنا العز منها في الفروع الأثائث
فأولى برب الراقصات عشية...
حراجيج تخدي في السريح الرثائث
كأدم ظباء حول مكة عكف...
يردن حياض البئر ذات النبائث
لئن لم يفيقوا عاجلاً من ضلالهم...
ولست إذا ءاليت يوماً بحانث
لتبتدرنهم غارة ذات مصدق...
تحرم أطهار النساء الطوامث
تغادر قتلى يعصب الطير حولهم...
ولا ترأف الكفار رأف ابن حارث
فابلغ بني سهم لديك رسالة...
وكل كفور يبتغي الشر باحث
فإن تشعثوا عرضي على سوء رأيكم...
فإني من أعراضكم غير شاعث
ومن شعر عمر رضي الله تعالى عنه وكان من أنقد أهل زمانه للشعر وأنفذهم فيه معرفة :
توعدني كعب ثلاثاً يعدها...
ولا شك أن القول ما قاله كعب
وما بي خوف الموت إني لميت...
ولكن خوف الذنب يتبعه الذنب
وقوله يروى للأعور الثنى :
هون عليك فإن الأمور...
بكف الإله مقاديرها
فليس بآتيك منهيها...
ولا قاصر عنك مأمورها
ومنه وقد لبس برداً جديداً فنظر الناس إليه، ويروى لورقة بن نوفل من أبيات :