قالوا ثم سأله عن تأخره "فَقالَ" بعد أن أمن "أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ" ألهمه اللّه هذا الكلام لينبّه سليمان بأن أدنى خلق اللّه علم ما لم يعلمه وهو بما عليه من النبوة والرسالة والملك، والإحاطة أبلغ من العلم بالشيء وقد أخفى اللّه مكان بلقيس على سليمان لمصلحة علمها، كما أخفى مكان يوسف على يعقوب ثم قال "وَجِئْتُكَ" يا رسول اللّه وملك الزمان "مِنْ سَبَإٍ" اسم لقبيلة جدها سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان، كان له عشرة أولاد سكن ستة منهم اليمن وأربعة الشام، وجاء أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم سئل عن سبأ فقال : رجل له عشرة من البنين تيامن منهم ستة وتشاءم أربعة واسم البلد التي هو فيها سبأ مأرب، ثم اعلم أنه جاء في رسم القرآن خاصة زيادة حروف تكتب ولا تقرأ وهي من معجزات القرآن لأن في اللغات الأجنبية حروفا تكتب ولا تقرأ ولهذا لم يغفل القرآن ذلك مثل الالف في (لَأَذْبَحَنَّهُ) هنا والهمزة في (بِأَيْدٍ) الآية ٤٧ من الذاريات في ج ٢، والألف في (بشراى) وفي كلمة جزاؤه في الآيتين ١٩ و٧٤ من سورة يوسف ج ٢، والواو في كلمتي الصلوات والزكاة في كثير من الآيات المكية والمدنية، والألف في كلمة (السُّواى ) الآية ١٠ من سورة الروم وفي كلمة (لِشَيْ ءٍ) الآية ١٤ من سورة الكهف في ج ٢ أيضا وهذه لا تكتب في غير القرآن، إذ كان في رسم قرآن عثمان رضي اللّه عنه هكذا، وجب التقيد فيها حتى الآن وما بعد، ومن هنا تعلم أن العلوم المتعلقة بالقرآن أربعة :


الصفحة التالية
Icon