هذا، ومن تتمة قول الهدهد "وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ" وذلك لأنهم كانوا مجوسا "وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ" القبيحة، فرأوها حسنة "فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ" الحق طريق أهل الرشد والهدى الذي هو السجود للّه وحده، لأن الشيطان لا يدلهم إلا على الضلال "فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ" ٢٤ إلى الصواب ما داموا متبعيه، ولذلك زين لهم أعمالهم الخبيثة "أَلَّا" لئلا على قراءة التشديد التي عليها القرآن، وعلى قراءة التخفيف يكون (ألا) أداة استفتاح تدل على الطلب بلين ورفق، ويكون المعنى ألا أيها الناس "اسجدوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْ ءَ" الشيء المخبأ المستور المدخر "فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ" كالمطر والبرد والثلج وغيره والماء والنبات والأشجار والمعادن وغيرها مما علم ومما لم يعلم بعد "وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ" في أنفسكم من كل قول أو فعل "وَما تُعْلِنُونَ" ٢٥ بالتاء، والياء بالخطاب والغيبة، واعلموا أيها الناس بأن العالم بذلك كله وغيره، هو "اللّه الذي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ" الذي لا أعظم منه، ولا يضاهيه عرش، الذي لا يستحق العبادة غيره، فعرش بلقيس وعرش سليمان وغيرهما لا تكون ذرة في صحراء بالنسبة لعرش الرحمن، اقرأوا إن شئتم


الصفحة التالية
Icon