قال تعالى "وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً" فقال لهم "أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ" وحده ودعوا ما يعبد آباؤكم من الأوثان "فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ" مؤمن وكافر "يَخْتَصِمُونَ" ٤٥ فيما بينهم كل يرى نفسه محقا في دعواه، وهنا أطلق الجمع على ما فوق الواحد صراحة، وقال من لا يجيزه إن جمع ضمير يختصمون مع أنه يعود إلى اثنين، لأنه في الأصل يعود إلى مجموع الفريقين، ونظير هذه الآية ٧٨ من الأنبياء في ج ٢، وهي (وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ) مع أن الضمير يعود لداود وسليمان فقط ومن أراد غير هذا قال ان الضمير يعود للحاكمين والمحكومين معا، وهناك آية أخرى أيضا بيناها في تفسير هذه الآية هناك فراجعها، وعلى الأولى فيه اشارة على أن الاثنتين جمع وعليه المناطقة والألسنة الأجنبية "قالَ" للكافرين منهم "يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ"
وهي طلب إنزال العذاب الذي توعدهم به بنيتهم ان لم يؤمنوا به وهو قولهم في الآية ٧٦ من سورة الأعراف "يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا" به من السيئة "قَبْلَ الْحَسَنَةِ" التوبة التي أرجوها منكم عما سلف من كفركم "لَوْ لا" هلا "تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ" من عبادة الأوثان وترجعون إلى عبادة الرحمن وتعملون صالحا "لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" ٤٦ بالنجاة من العذاب في الدنيا وبالفوز بنعيم الآخرة