إِلَّا امْرَأَتَهُ" لرضاها بفعلهم وعدم إنكارها عليهم لذلك "قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ" ٥٧ الباقين معهم بالعذاب "وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً" يا له من مطر سوء حجارة مترادفة "فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ" ٥٨ تقدمت القصة مفصلة في الآية ٨٨ من الأعراف المارة، فيا أكرم الرسل "قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ" واسأله العافية لك ولأمتك مما حلّ بهم
"وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى " من اخوانك المرسلين واتباعهم وقل أنت ومن آمن معك "آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ" ٥٩ به ممن لم يؤمن من قومك، فقولوا لا بل اللّه خير وأعلى وأعز، وهذا استفهام انكار لا يجاب الا بالنفي، وهو تبكيت للمشركين والزام الحجة عليهم، لأن اللّه تعالى لا شكّ خير لمن عبده وأنس به والأصنام شر لمن ركن إليها وعبدها لأنها لا تغني شيئا وتكون عليهم حجة يوم القيمة ثم ذكر اللّه جل ذكره من دلائل قدرته وبراهين وحدانيته وأمارات عظمته أنواعا فقال (أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ) بساتين محاطة "ذاتَ بَهْجَةٍ" حسنة المرأى بديعة المنظر "ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها" أي لا يمكنكم إنباته، وان مباشرتكم زرعه لا يقتضي الإنبات، فلو شاء اللّه لم ينبته، فالمنبت الحقيقي هو اللّه الذي يسقيها بماء واحد فتثمر صنافا متنوعة مختلفة باللون والطعم والرائحة والشكل، وهو الذي قدركم على زرعه راجع الآية ٦٣ من سورة الواقعة المارة فانظروا أيها الناس "أَ إِلهٌ مَعَ اللَّهِ" فعل ذلك أو أعانه عليه كلا ثم كلا "بَلْ هُمْ" قومك المعاندون "قَوْمٌ يَعْدِلُونَ" ٦٠ عن الحق إلى الباطل ويسارون الأصنام بالملك العلام، ويقولون نزرع ونحصد ونسقي، لو شاء اللّه لما أقدرهم على شيء من ذلك أصلا،


الصفحة التالية
Icon