" فصل فى ذكر قراءات السورة كاملة "
قال العلامة ابن جنى :
سورة النمل :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قراءة أُبَيّ :"تَبَارَكت الأرضُ".قال أبو الفتح : هو تَفاعَلَ من البركة، وهو توكيد لمعنى البركة، كقولك : تعالى الله، فهو أبلغ من علا، وكقول العجاج :
تَقاعَسَ العِزُّ بِنا فَاقْعَنْسَسَا٢
فهو أبلغ معنى من قَعِسَ، كما أن [١١٨و] احدودب أقوى معنى من حَدِبَ، واعشوشب أقوى من أَعْشَبَ ؛ وذلك لكثرة الحروف.
وأصل هذا كله من فَعَّلَ في الفعل، كقطّعت وكسّرت، ألا تراها أقوى معنى من قطَعت وكسَرت؟ وعليه جاء قوله :﴿أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ﴾٣، فهو أبلغ من قادر. ولهذا جاء قوله :﴿لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾٤، فعبر عن لفظ الحسنة بكسب، وذلك لاحتقار الحسنة إلى ثوابها ؛ لقوله تعالى :﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾٥ وجاء "اكتسبت" في السيئة، تنفيرا عنها، وتهويلا وتشنيعا بارتكابها. ألا ترى إلى قوله تعالى :﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا، أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا﴾٦؟ فافهم هذا، وابنِ عليه.
١ سورة النمل : ٨، ويقول أبو حيان عن قراءة أبي أيضا :"ومن حولها من الملائكة" تحمل هذه القراءة على التفسير، لأنها مخالفة لسواد المصحف المجمع عليه. البحر ٥٦٧.
٢ قبله :
وإن دعونا من تميم أرؤسا والرأس من خزيمة العرندسا
وقيس عيلان ومن تقيسا
والعرندس : الشديد. وتقيس : تشبه بقيس عيلان. وتقاعس العز بنا : امتنع بنا العز فما يرام جنابه، من تقاعس الفرس : إذا لم ينقد لقائده. واقعنسس : تمكن واستعصى. وانظر الديوان : ٣٣.
٣ سورة القمر : ٤٢.
٤ سورة البقرة : ٢٨٦.
٥ سورة الأنعام : ١٦٠.
٦ سورة مريم : ٩٠، ٩١.
٢ قبله :
وإن دعونا من تميم أرؤسا والرأس من خزيمة العرندسا
وقيس عيلان ومن تقيسا
والعرندس : الشديد. وتقيس : تشبه بقيس عيلان. وتقاعس العز بنا : امتنع بنا العز فما يرام جنابه، من تقاعس الفرس : إذا لم ينقد لقائده. واقعنسس : تمكن واستعصى. وانظر الديوان : ٣٣.
٣ سورة القمر : ٤٢.
٤ سورة البقرة : ٢٨٦.
٥ سورة الأنعام : ١٦٠.
٦ سورة مريم : ٩٠، ٩١.