وإن عبادة الله وحده هى الغاية الأولى :( إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٩١) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ (٩٢) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٩٣). (١) أ هـ ﴿زهرة التفاسير صـ ٥٤٢٢ ـ ٥٤٢٧﴾

(١) تنبيه :
شاء الله تعالى أن يقبض الإمام العلامة / محمد أبو زهرة قبل أن يكمل تفسير كتاب الله تعالى، وقد كانت هذه السورة آخر أعماله الجليلة
وعقد الإمام محمد أبو زهرة فى أواخر عام ١٩٧٣ وأوائل عام ٩٧٤١ العديد
من الندوات والاجتماعات بجامعة القاهرة والإسكندرية وفى جمعية الشبان المسلمين لمحاربة التعدى على الشريعة الإسلامية، وكانت له صولات وجولات فى مجمع البحوث الإسلامية والأزهر بخصوص تحديد النسل وتقييد تعدد الزوجات والطلاق فى مشروع قانون الأحوال الشخصية لوزارة الشئون الاجتماعية، وقرر فضيلة الإمام رحمه الله إقامة مؤتمر شعبى لمناقشة هذا الأمر فى سرادق كبير فى شارع العزيز بالله أمام منزله بضاحية الزيتون، أقامه الإمام رحمه الله على نفقته الخاصة وقام فضيلته بمعاينة المكان هانشاء السرادق مبكرا فى صباح يوم الجمعة ١٢/ ٤/ ١٩٧٤
ثم عاد إلى حجرة المكتب بالدور العلوى وشرع فى إكمال تفسير سورة النمل حتى أذان الظهر، وأثناء نزول فضيلته حاملا القلم والمصحف مفتوحا على اخر ما وصل إليه فى التفسير وأيضا الورق الذى به ما كتب من التفسير تعثر رحمة الله عليه وسقط ساجدا على المصحف وعلى أوراق التفسير، ثم فاضت روحه الكريمة إلى بارئها أثناء أذان المغرب.
وهكذا شاءت إرادة الله العظيم أن يكون هذا السرادق الذى أشرف فضيلته على إقامته لمؤتمر شعبى هو سرادق العزاء للإمام.
رضى الله عن شيخ مشايخ عصره، الإمام محمد أبو زهرة وأرضاه، وأسكنه فسيح جناته وأجمل فراديسه، وجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
أسرة الإمام الجليل محمد أبو زهرة.


الصفحة التالية
Icon