وقال الشيخ سيد قطب :
سورة النمل
الوحدة الأولى: ١ - ٦ الموضوع: إثبات مصدر القرآن وأهم صفات المؤمنين مقدمة سورة النمل
هذه السورة مكية نزلت بعد الشعراء ; وهي تمضي على نسقها في الأداء: مقدمة وتعقيب يتمثل فيهما موضوع السورة الذي تعالجه ; وقصص بين المقدمة والتعقيب يعين على تصوير هذا الموضوع، ويؤكده، ويبرز فيه مواقف معينة للموازنة بين موقف المشركين في مكة ومواقف الغابرين قبلهم من شتى الأمم، للعبرة والتدبر في سنن الله وسنن الدعوات.
وموضوع السورة الرئيسي - كسائر السور المكية - هو العقيدة: الإيمان بالله، وعبادته وحده، والإيمان بالآخرة، وما فيها من ثواب وعقاب. والإيمان بالوحي وأن الغيب كله لله، لا يعلمه سواه. والإيمان بأن الله هو الخالق الرازق واهب النعم ; وتوجيه القلب إلى شكر أنعم الله على البشر. والإيمان بأن الحول والقوة كلها لله، وأن لا حول ولا قوة إلا بالله.
ويأتي القصص لتثبيت هذه المعاني ; وتصوير عاقبة المكذبين بها، وعاقبة المؤمنين.
تأتي حلقة من قصة موسى - عليه السلام - تلي مقدمة السورة. حلقة رؤيته النار وذهابه إليها، وندائه من الملأ الأعلى، وتكليفه الرسالة إلى فرعون وملئه. ثم يعجل السياق بخبر تكذيبهم بآيات الله وهم على يقين من صدقها وعاقبة التكذيب مع اليقين..(وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين). وكذلك شأن المشركين في مكة كان مع آيات القرآن المبين.