﴿ تُخْرِجُ ﴾ جواب الأمر لأن خروجها مترتب على إدخالها، وقيل : في الكلام حذف تقديره وأدخل يدك في جيبك تدخل وأخرجها تخرج فحذف من الأول ما أثبت مقابلة في الثاني ومن الثاني ما أثبت مقابله في الأول فيكون في الكلام صنعة الاحتباك وهو تكلف لا حاجة إليه، وقوله تعالى :﴿ بَيْضَاء ﴾ حال وكذا قوله تعالى :﴿ مِنْ غَيْرِ سُوء ﴾ وهو احتراس وقد تقدم الكلام فيه.
وكذا قوله سبحانه :﴿ فِى تِسْعِ ءايات ﴾ أي آية معدودة من جملة تسع آيات أو معجزة لك معها على أن التسع هي الفلق.
والطوفان.
والجراد.
والقمل.
والضفادع.
والدم.
والطمسة وهي جعل أسبابهم حجارة.
والجدب.
في بواديهم.
والنقصان في مزارعهم.
ولمن عد العصا واليد من التسع أن يعد الجدب والنقصان في المزارع واحداً ولا يعد الفلق منها لأنه عليه السلام لم يبعث به إلى فرعون وأن تقدمه بيسير ؛ ومن عده يقول : يكفي معاينته له في البعث به أو هو بعث به لمن آمن من قومه ولمن تخلف من القبط ولم يؤمن، وفي "التقريب" أن الطمسة.
والجدب.
والنقصان يرجع إلى شيء واحد فالتسع هذا الواحد.
والعصا.
واليد.
وما بقي من المذكورات.
وذهب "صاحب الفرائد" إلى أن الجراد.
القمل واحد، والجدب.
والنقصان واحد، وجوز أن يكون في تسع منقطعاً عما قبله متعلقاً بمحذوف أي اذهب في تسع آيات.
ويدل على ذلك قوله تعالى :﴿ فَلَمَّا جَاءتْهُمْ ءاياتنا ﴾ [ النمل : ١٣ ] وفي بمعنى مع، ونظير هذا الحذف ما في قوله :
أوا ناري فقلت منون أنتم...
فقالوا الجن قلت عموا ظلاماً
وقلت إلى الطعام فقال منهم...
فريق يحسد الإنس الطعاما
فإن التقدير هلموا إلى العطام.