أحدها : بوركت النار، و ﴿ مَن ﴾ زيادة، وهي في مصحف أُبي :﴿ بُورِكَتِ النَّارُ وَمَن حَوْلَهَا ﴾ قاله مجاهد.
الثاني : بورك النور الذي في النار، قاله ابن عيسى.
الثالث : بورك الله الذي في النور، قاله عكرمة، وابن جبير.
الرابع : أنهم الملائكة، قاله السدي.
الخامس : الشجرة لأن النار اشتعلت فيها وهي خضراء لا تحترق.
وفي قوله :﴿ وَمَن حَوْلَهَا ﴾ وجهان :
أحدهما : الملائكة، قاله ابن عباس.
الثاني : موسى، قالها أبو صخر.
﴿ وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ فيه وجهان
: أحدهما : أن موسى قال حين فرغ من سماع النداء من قوله الله :﴿ سبْحَانِ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ استعانة بالله وتنزيهاً له، قاله السدي.
الثاني : أن هذا من قول الله ومعناه : وبورك فيمن يسبح الله رب العالمين، حكاه ابن شجرة. ويكون هذا من جملة الكلام الذي نودي به موسى.
وفي ذلك الكلام قولان :
أحدهما : أنه كلام الله تعالى من السماء عند الشجرة وهو قول السدي. قال وهب بن منبه : ثم لم يمس موسى امرأة بعدما كلمه ربه.
والثاني : أن الله خلق في الشجرة كلاماً خرج منها حتى سمعه موسى، حكاه النقاش.
قوله تعالى :﴿ وَأَلْقِ عَصَاكَ ﴾ قال وهب : ظن موسى أن الله أمره برفضها فرفضها.
﴿ فَلَمَا رَءَاهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ ﴾ فيه وجهان
: أحدهما : أن الجان الحية الصغيرة، سميت بذلك لاجتنانها واستتارها.
والثاني : أنه أراد بالجان الشيطان من الجن، لأنهم يشبهون كل ما استهولوه بالشيطان، كما قال تعالى :﴿ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ﴾ [ الصافات : ٦٥ ]. وقد كان انقلاب العصا إلى أعظم الحيات لا إلى أصغرها، كما قال تعالى :﴿ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ ﴾ [ الأعراف : ١٠٧ ] و [ الشعراء : ٣٣ ].


الصفحة التالية
Icon