فائدة
قال الفخر :
يقال : لم خوطبوا بقولوا بعد الإخبار ؟
والجواب من ثلاثة أوجه : أحدها : أنه على طريقة الالتفات كقوله تعالى :﴿حتى إِذَا كُنتُمْ فِى الفلك وَجَرَيْنَ بِهِم﴾ [ يونس : ٢٢ ].
وثانيها : فيه حذف أي قلنا لهم قولوا.
وثالثها : الميثاق لا يكون إلا كلاماً كأنه قيل : قلت لا تعبدوا وقولوا. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٣ صـ ١٥٣﴾
فصل
قال الفخر :
اختلفوا في أن المخاطب بقوله :﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ من هو ؟
فيحتمل أن يقال : إنه تعالى أخذ الميثاق عليهم أن لا يعبدوا إلا الله وعلى أن يقولوا للناس حسناً ويحتمل أن يقال : إنه تعالى أخذ الميثاق عليهم أن لا يعبدوا إلا الله ثم قال لموسى وأمته : قولوا للناس حسناً والكل ممكن بحسب اللفظ وإن كان الأول أقرب حتى تكون القصة قصة واحدة مشتملة على محاسن العادات ومكارم الأخلاق من كل الوجوه. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٣ صـ ١٥٣﴾
فصل
قال الفخر :
منهم من قال : إنما يجب القول الحسن مع المؤمنين، أما مع الكفار والفساق فلا، والدليل عليه وجهان، الأول : أنه يجب لعنهم وذمهم والمحاربة معهم، فكيف يمكن أن يكون القول معهم حسناً، والثاني : قوله تعالى :﴿لاَّ يُحِبُّ الله الجهر بالسوء مِنَ القول إِلاَّ مَن ظُلِمَ﴾ [ النساء : ١٤٨ ] فأباح الجهر بالسوء لمن ظلم، ثم إن القائلين بهذا القول منهم من زعم أن هذا الأمر صار منسوخاً بآية القتال، ومنهم من قال : إنه دخله التخصيص، وعلى هذا التقدير يحصل ههنا احتمالان، أحدهما : أن يكون التخصيص واقعاً بحسب المخاطب وهو أن يكون المراد وقولوا للمؤمنين حسناً.
والثاني : أن يقع بحسب المخاطب وهو أن يكون المراد قولوا للناس حسناً في الدعاء إلى الله تعالى.