قال ابن عرفة : المراد هو الحسن شرعا، فيدخل فيه تغيير المنكر، فإنّه من القول الحسن، وليس المراد به القول الملائم للناس، ومجرد تحسين الخلق معهم، فإنه يخرج عنه تغيّر المنكر مع أن الأمر يتناوله هو وغيره، ويحتمل أن التكليف به لهم في شريعتهم أو في شريعتنا بعد ( إيمانهم، أو بعد التوفيه بذلك )، وتقيده بالإعراض إشارة إلى دوامهم على ذلك، والإصرار عليه فإن ( المتولي ) على قسمين : فواحد يطمع في رجوعه، وآخر لا يطمع فيه بوجه فهذا هو المعرض. أ هـ ﴿تفسير ابن عرفة حـ ١ صـ ٣٥٧ ـ ٣٥٨﴾
ومن فوائد السمرقندى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا ميثاق بَنِى إِسْرءيلَ ﴾، أي وقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل في التوراة، يعني بمجيء محمد صلى الله عليه وسلم.
ويقال : الميثاق الأول حين أخرجهم من صلب آدم عليه السلام.
قوله :﴿ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ الله ﴾، قرأ حمزة والكسائي وابن كثير ﴿ لا تَعْبُدُونَ ﴾ بالياء، وقرأ الباقون بالتاء بلفظ المخاطبة ؛ فمن قرأ بالياء، معناه وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل بأن لا يعبدوا إلا الله ؛ ومن قرأ بالتاء فمعناه : وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل وقلنا لهم : لا تعبدوا إلا الله، يعني أخذنا عليهم الميثاق بأن لا يعبدوا إلا الله، يعني لا توحدوا إلا الله.
﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾، نصب إحساناً على معنى أحسنوا إحساناً فيكون إحساناً بدلاً من اللفظ، أي أحسنوا إلى الوالدين براً بهما وعطفاً عليهما.
وفي هذه الآية بيان حرمة الوالدين، لأنه قرن حق الوالدين بعبادة نفسه.
ويقال : ثلاث آيات نزلت مقرونة بثلاث لا يقبل إحداها بغير قرينتها.