قال القاضي أبو محمد : وهذا النوع من الحذف بعيد تأوله، وقرأ الحسن وقتادة وعاصم " يشركون " بالياء من تحت، وقرأ أهل المدينة ومكة والكوفة بالتاء من فوق وقوله تعالى. ﴿ أمن خلق ﴾ وما بعدها من النوقيفات، توبيخ لهم وتقرير على ما لا مندوحة لهم عن الإقرار به، وقرأ الجمهور " أمّن " بشد الميم وهي " أم " دخلت على " من "، وقرأ الأعمش " أمَن " بفتح الميم مسهلة وتحتمل هذه القراءة أن تكون " أمن " استفهاماً فتكون في معنى " أم من " المتقدمة، ويحتمل أن تكون الألف للاستفهام ومن ابتداء وتقدير الخبر يكفر بنعمته ويشرك به ونحو هذا من المعنى، و" الحدائق " مجتمع الشجر من الأعناب والنخيل وغير ذلك، قال قوم لا يقال حديقة إلا لما عليه جدار قد أحدق به، وقال قوم يقال ذلك كان جداراً أو لم يكن لأن البياض محدق بالأشجار والبهجة الجمال والنضرة، وقرأ ابن أبي عبلة " ذوات بهَجة " بجمع " ذات " وفتح الهاء من " بهجة "، ثم أخبر على جهة التوقيف أنه ﴿ ما كان ﴾ للبشر أي ما يتهيأ لهم ولا يقع تحت قدرهم أن ينبتوا شجرها، لأن ذلك بإخراج شيء من العدم إلى الوجود، وقد تقدم ترتيب القراءة في الهمزتين من قوله " أ.


الصفحة التالية
Icon