أحدهما : تسمهم في وجوههم بالبياض في وجه المؤمن، وبالسواد في وجه الكافر حتى يتنادى الناس في أسواقهم يا مؤمن يا كافر، وقد روى أبو أمامة أن النبي ﷺ قال :" تَخْرُجُ الدَّابَّهُ فَتَسِم الناسَ عَلَى خَرَاطِيمِهِم
". الثاني : معناه تجرحهم وهذا مختص بالكافر والمنافق، وجرحه إظهار كفره ونفاقه ومنه جرح الشهود بالتفسيق، ويشبه أن يكون قول ابن عباس.
والقراءة الثانية : وعليها الجمهور ﴿ تُكَلِّمُهُمْ ﴾ بضم التاء وكسر اللام من الكلام، وحكى قتادة أنها في بعض القراءة :﴿ تُنَبِّئُهُمْ ﴾ وحكى يحيى بن سلام أنها في بعض القراءة :﴿ تُحَدِّثُهُمْ ﴾.
وفي كلامها على هذا التأويل قولان :
أحدهما : أن كلامها ظهور الآيات منها من غير نطق ولا لفظ.
والقول الثاني : أنه كلام منطوق به.
فعلى هذا فيما تكلم به قولان :
أحدهما : أنها تكلمهم بأن هذا مؤمن وهذا كافر.
الثاني : تكلمهم بما قاله الله ﴿ أَنَّ النَّاسَ كَانُواْ بِئَايَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ ﴾ قاله ابن مسعود وعطاء.
وحكى ابن البيلماني عن ابن عمر أن الدابة تخرج ليلة جمع وهي ليلة النحر والناس يسيرون إلى منى.
قوله :﴿ وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أَمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِئَايَتِنَا ﴾
وهم كفارها المكذبون. وفي قوله ﴿ بَئَايَاتِنَا ﴾ وجهان :
أحدهما : محمد ﷺ، قاله السدي.
الثاني : جميع الرسل، وهو قول الأكثرين.
﴿ فَهُمْ يُوزَعُونَ ﴾ فيه أربعة أوجه
: أحدها : يجمعون، قاله ابن شجرة.
الثاني : يدفعون، قاله ابن عباس.
الثالث : يساقون، قاله ابن زيد والسدي، ومنه قول الشماخ.
وكم وزعنا من خميس جحفل... وكم حبونا من رئيس مسحل
الرابع : يُرَدُّ أولاهم على أُخراهم، قاله قتادة. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٤ صـ ﴾