وقال عبد الله بن عمر : تخرج الدابَّة فيَمَسُّ رأسها السحاب ورِجلاها في الأرض ما خرجتا.
والثاني : أنها تخرج من شِعْب أجياد، روي عن النبي ﷺ، وعن ابن عمر مثله.
والثالث : تخرج من بعض أودية تهامة، قاله ابن عباس.
والرابع : من بحر سَدوم، قاله وهب بن منبّه.
والخامس : أنها تخرج بتهامة بين الصًَّفا والمروة، حكاه الزجّاج.
وقد روى أبو هريرة عن النبي ﷺ أنه قال :" تخرج الدابَّة معها خاتم سليمان، وعصا موسى، فتجلو وجه المؤمن بالعصا وتحطم أنف الكافر بالخاتم، حتى إِن أهل البيت ليجتمعون، فيقول هذا : يا مؤمن، ويقول هذا : يا كافر " وروي عن النبي ﷺ أنه قال :" تَسِم المؤمن بين عينيه وتكتب بين عينيه : مؤمن، وتَسِم الكافر بين عينيه وتكتب بين عينيه : كافر، وتصرخ ثلاث صرخات يسمعُها مَنْ بين الخافِقَين " وقال حُذيفة بن أسِيد : إِن للدابه ثلاث خرجات، خرجة في بعض البوادي ثم تنكتم، وخرجة في بعض القرى ثم تنكتم، فبينما الناس عند أشرف المساجد - يعني المسجد الحرام - إِذ ارتفعت الأرض، فانطلق الناس هِراباً، فلا يفوتونها، حتى إِنَّها لتأتي الرجل وهو يصلِّي، فتقول : أتتعوَّذ بالصلاة، والله ما كنت مِنْ أهل الصَّلاة، فتَخْطِمُه، وتجلو وجه المؤمن.
وقال عبد الله بن عمرو : إِنها تَنْكُتُ في وجه الكافر نُكْتَةً سوداء فتفشو في وجهه فيسودُّ وجهُه، وتَنْكُتُ في وجه المؤمن نُكْتَةً بيضاء فتفشو في وجهه حتَّى يبيضَّ وجهه، فيعرف الناس المؤمن والكافر، ولَكَأنِّي بها قد خرجت في عقب ركب من الحاج.
قوله تعالى :﴿ تُكلِّمُهم ﴾ قرأ الأكثرون بتشديد اللام، فهو من الكلام.
وفيما تكلِّمهم به ثلاثة أقوال.
أحدها : أنها تقول لهم : إِنَّ الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون، قاله قتادة.
والثاني : تكلِّمهم ببطلان الأديان سوى دين الاسلام، قاله السدي.


الصفحة التالية
Icon