وروي أنها تخرج من مسجد الكوفة من حيث فار تنّور نوح عليه السلام.
وقيل : من أرض الطائف ؛ قال أبو قبيل : ضرب عبد الله بن عمرو أرض الطائف برجله وقال : من هنا تخرج الدابة التي تكلِّم الناس.
وقيل : من بعض أودية تهامة ؛ قاله ابن عباس.
وقيل : من صخرة من شِعْب أجياد ؛ قاله عبد الله بن عمرو.
وقيل : من بحر سَدُوم ؛ قاله وهب بن منبّه.
ذكر هذه الأقوال الثلاثة الأخيرة الماوردي في كتابه.
وذكر البغويّ أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال : حدّثنا عليّ بن الجعد عن فُضيل بن مرزوق الرقاشي الأغر وسئل عن يحيى بن مَعين فقال ثقة عن عطية العوفي عن ابن عمر قال تخرج الدابة من صدع في الكعبة كجري الفرس ثلاثة أيام لا يخرج ثلثها.
قلت : فهذه أقوال الصحابة والتابعين في خروج الدابة وصفتها، وهي ترد قول من قال من المفسرين : إن الدابة إنما هي إنسان متكلم يناظر أهل البدع والكفر.
وقد روى أبو أمامة أن النبي ﷺ قال :" تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم " ذكره الماورديّ.
﴿ تُكَلِّمُهُمْ ﴾ بضم التاء وشدّ اللام المكسورة من الكلام قراءة العامة ؛ يدلّ عليه قراءة أبيّ ﴿ تُنَبِّئُهُمْ ﴾.
وقال السديّ : تكلمهم ببطلان الأديان سوى دين الإسلام.
وقيل : تكلمهم بما يسوءهم.
وقيل : تكلمهم بلسان ذلق فتقول بصوت يسمعه من قَرُب وبعد ﴿ إِنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتنَا لاَ يُوقِنُونَ ﴾ أي بخروجي ؛ لأن خروجها من الآيات.
وتقول : ألا لعنة الله على الظالمين.
وقرأ أبو زُرْعة وابن عباس والحسن وأبو رجاء :﴿ تَكْلِمُهُمْ ﴾ بفتح التاء من الكلم وهو الجرح ؛ قال عكرمة : أي تَسِمُهم.
وقال أبو الجوزاء : سألت ابن عباس عن هذه الآية ﴿ تُكَلِّمُهُمْ ﴾ أو ﴿ تَكْلِمُهُمْ ﴾ ؟ فقال : هي والله تُكَلِّمُهُمْ وتَكْلِمُهُم ؛ تُكلِّم المؤمن وتَكْلِم الكافر والفاجر أي تجرحه.


الصفحة التالية
Icon