وقال الآلوسى :
﴿ وَإِذَا وَقَعَ القول عَلَيْهِم ﴾
بيان لما أشير إليه بقوله تعالى :﴿ بَعْضُ الذى تَسْتَعْجِلُونَ ﴾ [ النمل : ٧٢ ] من بقية ما يستعجلونه من الساعة ومباديها، والمراد بالقول ما نطق من الآيات الكريمة بمجيء الساعة وما فيها من فنون الأهوال التي كانوا يستعجلونها وبوقوعها قيامها وحصولها عبر عن ذلك به للإيذان بشدة وقعها وتأثيرها، وإسناد إلى القول لما أن المراد بيان وقوعها من حيث أنها مصداق للقول الناطق بمجيئها، وقد أريد بالوقوع دنوه واقترابه كما في قوله تعالى :﴿ أتى أَمْرُ الله ﴾ [ النحل : ١ ] ففيه مجاز المشارفة أي إذا دنا وقوع مدلول القول المذكور الذي لا يكادون يسمعونه ومصداقه.
﴿ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مّنَ الأرض ﴾ وذلك على ما أخرج ابن مردويه من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً، وهو.
وجماعة عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما موقوفاً "حين يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابم مسعود قال :"أكثروا الطواف بالبيت من قبل أن يرفع، قيل : وكيف يرفع ما في صدور الرجال؟ قال : يسري عليهم ليلاً فيصبحون منه فقراء وينسون قول لا إله إلا الله ويقعون في قول الجاهلية وأشعارهم فذلك حين يقع القول عليهم"، وهذا ظاهر في أن خروج الدابة حين لا يبقى في الأرض خير، ويقتضي ذلك أن يكون بعد موت عيسى والمهدي وأتباعهما عليهمم السلام، وسيأتي إن شاء الله تعالى من الأخبار ما هو ناطق بأنها تخرج وعيسى يطوف بالبيت ومعه المسلمون.
وأخرج نعيم بن حماد عن وهب بن منبه قال : أول الآيات الروم.
والثانية الدجال.
والثالثة يأجوج ومأجوج.
والرابعة عيسى.
والخامسة الدخان.
والسادسة الدابة، وصوب السفاريني أنها قبل الدخان، والحق أنها تخرج وفي الناس مؤمن وكافر، فالظاهر أن الخبر المذكور عن ابن مسعود غير صحيح، ويدل على ما ذكرنا من الحق ما أخرج أحمد.
والطيالسي.
ونعم بن حماد.
وعبد بن حميد.