﴿ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ قرأ أهل المدينة وأهل الشام وحفص عن عاصم بالتاء على الخطاب ؛ لقوله :﴿ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ﴾ فيكون الكلام على نسق واحد.
الباقون بالياء على أن يرد إلى ما قبله ﴿ فَمَنِ اهْتَدَى ﴾ فأخبر عن تلك الآية.
كملت السورة والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
طسم (١) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٣) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٤) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (٥) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (٦)
قوله تعالى :﴿ طسم ﴾ تقدّم الكلام فيه.
﴿ تِلْكَ آيَاتُ الكتاب المبين ﴾ ﴿ تِلْكَ ﴾ في موضع رفع بمعنى هذه تلك و ﴿ آيَاتُ ﴾ بدل منها.
ويجوز أن يكون في موضع نصب ب ﴿ نَتْلُو ﴾ و ﴿ آيَاتُ ﴾ بدل منها أيضاً ؛ وتنصبها كما تقول : زيداً ضربت.
و﴿ الْمُبِينِ ﴾ أي المبين بركته وخيره، والمبين الحق من الباطل، والحلال من الحرام، وقصص الأنبياء، ونبوّة محمد صلى الله عليه وسلم.
ويقال : بان الشيء وأبان ( اتضح ).