وكان الوجه محل ظهور الحياء والانكسار، لظهور الحجة، وكانوا قد حدقوا الأعين جلادة وجفاء عند العناد، وأظهروا في الوجوه التجهم والعبوس والارتداد، بدع قوله بناء على ما تقديره بما دل عليه الاحتباك : وهم من فزع يومئذ خائفون، وليس لهم إلا مثل سيئتهم :﴿هل﴾ أي مقولاً لهم : هل ﴿تجزون﴾ أي بغمس الوجوه في النار ؛ وبني للمفعول لأن المرغب المرهب الجزاء، لا كونه من معين، وإشارة إلى أنه يكون بأيسر أمر، لأن من المعلوم أن المجازي هو الله لا غيره ﴿إلا ما كنتم﴾ أي بما هو لكم كالجبلة ﴿تعملون﴾ أي تكررون عمله وأنتم تزعمون أنه مبني على قواعد العلم بحيث يشهد كل من رآه أنه مماثل لأعمالكم سواء بسواء، وهو شامل أيضاً لأهل القسم الأول، والآية من الاحتباك : ذكر الخيرية والأمن أولاً دليلاً على حذف المثل والخوف ثانياً، والكب في النار ثانياً دليلاً على الإكرام عنه أولاً. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٥ صـ ٤٥٤ ـ ٤٥٦﴾


الصفحة التالية
Icon