ولهذا البحث صلة واسعة في الآية ١٥ من سورة الإسراء المشار إليها أعلاه، وقدمنا في سورة فاطر عند تفسير الآية ٢٤ المشار إليها آنفا ما يتعلق في هذا البحث، وما قيل إن العقل هو الرسول ينقيه قوله تعالى "وَلَوْ لا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ" بمال أو نفس عقوبة لهم أو انتقاما منهم "بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ" من الأعمال القبيحة "فَيَقُولُوا رَبَّنا" بحذف حرف النداء "لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا" يدلنا عليك ويعرفنا أوامرك ونواهيك "فَنَتَّبِعَ آياتِكَ" المنزلة عليه "وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ" ٤٧ به يقول اللّه تعالى يا محمد لو لا أن قومك يحتجون بهذه الحجة لعاجلناهم بالعذاب وأهلكناهم بضيعهم، ولما بعثناك إليهم، ولكن لقطع هذا الاحتجاج أرسلناك إليهم، فمن يقول هذا القول ويحتج بهذه الحجة لا يقال انه لا عقل له حتى يؤول الرسول بآية الإسراء المارة
بالعقل، وكيف تترك الحقيقة ويصار إلى المجاز دون صارف ملزم بالجنوح إلى المجاز لعدم إمكان استعمال الحقيقة، وإذ لا فلا، لذلك فان تأويل الرسول بالعقل على غير ظاهره لا عبرة به، قال تعالى "فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا" وهو إرسالك إليهم المؤيد بالقرآن


الصفحة التالية
Icon