الحج عرفة، لأن عرفة معظم الحج لا كله وهذا الإله المنزّه المنفرد بالألوهية المتصرف بجميع ما في الكون ناميه وجامده، جوهره وعرضه "لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى " أي الدنيا لأنها قبل الآخرة "وَالْآخِرَةِ" لكونها بعد الدنيا، أما البرزخ الكائن بينهما فهو حاجز غير حصين لانتهائه بها، ومن هذا الحمد قول السعداء في الجنة (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ) الآية ٣٣
من سورة فاطر المارة و(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ) الآية ٣٦ من سورة الزمر في ج ٢ وقوله آخرها (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) وهذا الحمد على طريق التلذّذ لا التكليف لانتهائه بالآخرة "لَهُ الْحُكْمُ" القطعي بين الخلائق فيهما وحده لارادّ له ولا معقّب "وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" كلكم أيها الخلق بعد الموت وتحضرون بين يديه بعد النشور لتفهيم هذا الحكم
فيا أكرم الرسل "قُلْ" لقومك الذين يتدخلون في ما لا يعنيهم "أَ رَأَيْتُمْ" أخبروني أيها الناس "إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً" مطّردا دائما لا نهار معه "إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ" نهار تطلبون فيه معاشكم وتنتشرون فيه لمصالحكم "أَ فَلا تَسْمَعُونَ" ٧١ قول اللّه فتذعنون إليه وتؤمنون به.


الصفحة التالية
Icon