وخلاصة قصة قارون على ما ذكره ابن عباس وغيره أنه لما نزلت الزكاة على سيدنا موسى بأنها عشر المال صالح قارون على أن يعطيه في كل ألف دينار دينارا، وفي كل ألف درهم درهما وفي كل ألف شاة شاة، وهكذا من كلّ ما عنده، وذلك بأمر اللّه تعالى لعلمه عز وجل أنه لا يعطي شيئا، وقد جاراه سيدنا موسى عليه السلام على ما أراد لتحق الكلمة عليه، فبعد أن رضي حاسب نفسه، فإذا هي شيء كثير بالنسبة لما عنده، فلم تسمح نفسه بإعطاء شيء، ولما علم أن موسى ليس بتاركه جمع بني إسرائيل وقال لهم إن موسى يريد أخذ أموالكم بعد أن أطعتموه في كل شيء وقد أتاهم الخبيث من جهة المال لعلمه بشدة حرصهم عليه لينال قصده، فقالوا أنت كبيرنا فأمرنا بالذي تراه، قال ائتوني بالباغية فلانة، فجاءوا بها حالا، فجعل لها ألف دينار
وألف درهم وطستا من ذهب على أن تقول زنى بي موسى، وتعهد لها بأنها إذا قالت ذلك على ملأ الناس لموسى يجعلها كسائر نسائه فطمعت بذلك ورضيت، ثم قال للذين معه إذا تم هذا الأمر على رءوس الأشهاد فإن بني إسرائيل تخرج عليه ويرفضونه وأبقى لكم أنا أفيض عليكم من مالي.


الصفحة التالية
Icon