قرت عين لي ولك (كاف) وقال الزجاج تام قال الكواشي يحمل قول الزجاج إن لم يرد بقوله تام التام المعروف عند أهل هذا الفن بل أراد الصالح وكأنه يشير إلى استحباب الوقف على لك لئلا يتوهم أنَّ الوقف على لا جائز ومما يقوى هذا أنَّ الزجاج قلما تعرض إلى ذلك الوقف والله أعلم بكتابه اهـ وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه قال الوقف على لا لأنَّ امرأة فرعون قالت قرة عين لي ولك فقال لها فرعون أمَّا لك فنعم وأما لي فلا ليس هو لي قرة عين فكان كما قال قال الفراء وأبو حاتم وجماعة من أهل الكوفة إن هذا لحن ولا وجه لهذا الوقف في العربية لأنَّه لو كان كذلك لقال تقتلونه بنون الرفع إذ لا مقتضى لحذفها لأنَّ حذفها إنَّما كان للنهي فإذا بطل أن يكون نهياً وجب ثبوت النون فلما جاء بغير نون علم أنَّ العامل في الفعل لا فلا يفصل منه وهذا القول أقدام من قائله على مثل ابن عباس وهو الإمام المقدم في الفصاحة والعربية وأشعار العرب وتأويل الكتاب والسنة قال السدي قال ابن عباس لو أنَّ فرعون قال هو قرة عين لي لكان ذلك إيماناً منه ولهداه الله لموسى كما هدى زوجته ولكنه أبى فحرم ذلك ولقول ابن عباس مذهب سائغ في العربية وهو أن يكون تقتلوه معه حرف جازم قد أضمر قبل الفعل لأنَّ ما قبله يدل عليه فكأنَّه قال قرَّة عين لي ولك لا ثم قال لا تقتلوه عسى أن ينفعنا وتكون لا الأولى قد دلت على حذف الثانية وقد جاء إضمار لا في القرآن في قوله يبين الله لكم أن تضلوا أي لئلا تضلوا وقد جاء في الشعر إضمار الجازم كقول أبي طالب يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم
محمد نفد نفسك كل نفس إذا ما خفت من أمر تبالاً
أراد لتفد نفسك ومنه
فقلت ادعى وأدعو أن أندي لصوت أن ينادي داعيان


الصفحة التالية
Icon