وقرأ الباقون يصدر بضم الياء وكسر الدال أي حتى يصدر الرعاء غنمهم عن لماء فالمفعول محذوف وحذف المفعول كثير قال الله تعالى ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون ولم يذكر مع الإراحة والسرح مفعولا لدلالة الكلام على المفعول لأن المعنى حين تريحون إبلكم وتسرحون إبلكم فكذلك يصدر الرعاء استغني بالإصدار عن المفعول
لعلي ءاتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون ٢٩
قرأ عاصم جذوة من النار بالفتح وقرأ حمزة جذوة بالضم وقرأ الباقون جذوة بالكسر ثلاث لغات مثل ربوة
ربوة ربوة وسمعت الشيخ أبا الحسين يقول سمعنا قديما بعض أهل العلم يقول جذوة قطعة وجذوة جمرة وجذوة شعلة
واضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برهنان من ربك ٣٢
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو من الرهب بفتح الراء والهاء وقرأ حفص الرهب بفتح الراء وسكون الهاء وقرأ الباقون من الرهب بضم الراء وسكون الهاء والرهب والرهب لغتان مثل الحزن والحزن والسقم والسقم ومن سكن الهاء مع فتح الراء فإنه ذهب إلى التخفيف مثل شعر وشعر ونهر ونهر
قرأ ابن كثير وأبو عمرو فذانك بالتشديد وقرأ الباقون بالتخفيف
قال الزجاج كأن ذانك بالتشديد تثنية ذلك و ذانك بالتخفيف تثنية ذاك يكون بدل اللام في ذلك تشديد النون في ذانك
وقال بعض النحويين إنما شددت النون في الاثنين للتأكيد لأنهم زادوا على نون الاثنين نونا كما زادوا قبل كاف المشار إليه لاما للتأكيد
فقالوا في ذاك ذلك فلما زادوا في ذاك لاما زادوا في ذانك نونا أخرى فقالوا ذانك وقال آخرون إن الأصل في ذانك ذا انك بألفين فحذفت الألف وجعل التشديد عوضا من الألف المحذوفة التي كانت في ذا ومن العرب من إذا حذف عوض ومنهم من إذا حذف لم يعوض من عوض آثر تمام الكلمة ومن لم يعوض آثر التخفيف ومثل ذلك في تصغير مغتسل منهم من يقول مغيسل فلا يعوض ومنهم من يقول مغيسيل فيعوض من التاء ياء
فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون ٣٤


الصفحة التالية
Icon