سهرها، وصادفت ما يرضيك، أي بلغك الله أقصى أملك حتى تقر عينك من النظر إلى غيره استغناء ورضا بما يديك، قالوا : ومعنى قولهم : هو قرة عيني : هو رضى نفسي، فهي تقر وتسكن بقربه فلا تستشرف إلى غيره ﴿ولا﴾ أي وكيلاً ﴿تحزن﴾ أي بفراقه ﴿ولتعلم﴾ أي علماً هو عين اليقين، كما كانت عالمة به علم اليقين، وعلم شهادة كما كانت عالمة علم الغيب ﴿أن وعد الله﴾ أي الأمر الذي وعدها به الملك الأعظم الذي له الكمال كله في حفظه وإرساله ﴿حق﴾ أي هو في غاية الثبات في مطابقة الواقع إياه.
ولما كان العلم هو النور الذي من فقده لم يصح منه عمل، ولم ينتظم له قصد، قال عاطفاً على ما تقديره : فعلمت ذلك برده عين اليقين بعد علم اليقين :﴿ولكن أكثرهم﴾ أي أكثر آل فرعون وغيرهم ﴿لا يعلمون﴾ أي لا علم لهم أصلاً، فكيف يدعون ما يدعون من الإلهية والكبرياء على من يكون الله معه. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٥ صـ ٤٦٨ ـ ٤٧٠﴾