فصل


قال الفخر :
﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ ﴾
اعلم أنه تعالى لما قال :﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الذين﴾ [ القصص : ٥ ] ابتدأ بذكر أوائل نعمه في هذا الباب بقوله :﴿وَأَوْحَيْنَا إلى أُمّ موسى﴾ والكلام في هذا الوحي ذكرناه في سورة طه ( ٣٧، ٣٨ ) في قوله :﴿وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أخرى * إِذْ أَوْحَيْنَا إلى أُمّكَ مَا يوحى﴾ وقوله :﴿أَنْ أَرْضِعِيهِ﴾ كالدلالة على أنها أرضعته وليس في القرآن حد ذلك، ﴿فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ﴾ أن يفطن به جيرانك ويسمعون صوته عند البكاء ﴿فَأَلْقِيهِ فِى اليم﴾ قال ابن جريج : إنه بعد أربعة أشهر صاح فألقى في اليم والمراد باليم ههنا النيل ﴿وَلاَ تَخَافِى وَلاَ تَحْزَنِى﴾ والخوف غم يحصل بسبب مكروه يتوقع حصوله في المستقبل، والحزن غم يلحقه بسبب مكروه حصل في الماضي، فكأنه قيل ولا تخافي من هلاكه ولا تحزني بسبب فراقه و ﴿إنا رادّوه إليك﴾ لتكوني أنت المرضعة له ﴿وجاعلوه مِنَ المرسلين﴾ إلى أهل مصر والشام وقصة الإلقاء في اليم قد تقدمت في سورة طه.


الصفحة التالية
Icon