فصل


قال الفخر :
أما قوله :﴿وَجَاء رَجُلٌ مّنْ أَقْصَى المدينة يسعى﴾
قال صاحب "الكشاف" يسعى يجوز ارتفاعه وصفاً لرجل، وانتصابه حالاً عنه، لأنه قد تخصص بقوله :﴿مِنْ أَقْصَى المدينة﴾ والائتمار التشاور يقال الرجلان ( يتآمران ) يأتمران لأن كل واحد منهما يأمر صاحبه بشيء أو يشير عليه بأمر والمعنى يتشاورون بسببك.
وأكثر المفسرين على أن هذا الرجل مؤمن آل فرعون، فعلى وجه الإشفاق أسرع إليه ليخوفه بأن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك.
أما قوله :﴿فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ﴾ أي خائفاً على نفسه من آل فرعون ينتظر هل يلحقه طلب فيؤخذ، ثم التجأ إلى الله تعالى لعلمه بأنه لا ملجأ سواه فقال :﴿رَبّ نَجّنِى مِنَ القوم الظالمين﴾ وهذا يدل على أن قتله لذلك القبطي لم يكن ذنباً، وإلا لكان هو الظالم لهم وما كانوا ظالمين له بسبب طلبهم إياه ليقتلوه قصاصاً.
وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (٢٢)


الصفحة التالية