طباخ فرعون، وقوله ﴿ هذا ﴾ ﴿ وهذا ﴾ حكاية حال قد كانت حاضرة ولذلك عبر ب ﴿ هذا ﴾ عن غائب ماض، " والوكز " الضرب باليد مجموعاً كعقد ثلاثة وسبعين، وقرأ ابن مسعود " فلكزه " والمعنى واحد، إلا أن اللكز في اللحا، والوكز على القلب، وحكى الثعلبي أن في مصحف ابن مسعود " فنكزه " بالنون المعنى واحد، " وقضى عليه "، معناه قتله مجهزاً، وكان موسى عليه السلام لم يرد قتل القبطي لكن وافقت وكزته الأجل وكان عنها موته فندم ورأى أن ذلك من نزغ الشيطان في يده، وأن الغضب الذي اقترنت به تلك الوكزة كان من الشيطان ومن همزه، ونص هو عليه السلام على ذلك وبهذا الوجه جعله من عمله وكان فضل قوة موسى ربما أفرط في وقت غضبه بأكثر مما يقصد.
﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (١٦) ﴾
ثم إن ندم موسى حمله على الخضوع لربه والاستغفار عن ذنب باء به عنده تعالى فغفر الله خطأه ذلك. قال قتادة : عرف والله المخرج فاستغفر.
قال القاضي أبو محمد : ولم يزل عليه السلام يعتمد ذلك على نفسه مع علمه بأنه قد غفر حتى أنه في القيامة يقول " وقتلت نفساً لم أؤمر بقتلها " حسبما صح في حديث الشفاعة. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾