إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي } أي : بقتله :﴿ فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ ﴾ يجوز أن يكون قسماً جوابه محذوف. أي : أقسم بإنعامك عليّ بالمغفرة، لأتوبنّ ولا أظاهر المجرمين. وأن يكن استعطافاً كأنه قال : رب ! اعصمني بحق ما أنعمت عليّ من المغفرة. فلن أكون، إن عصمتني، ظهيراً للمجرمين. وأراد بمظاهرتهم، إما صحبة فرعون وانتظامه في جملته وتكثير سواده، وإما مظاهرة من أدت مظاهرته إلى الجرم والإثم، كمظاهرة الإسرائيلي المؤدية إلى القتل الذي لم يحل له. قاله الزمخشريّ.
قال الناصر : لقد تبرأ عليه السلام من عظيم. لأن ظهير المجرمين شريكهم فيما هم بصدده. ويروى أنه ثقال يوم القيامة : أين الظلمة وأعوان الظلمة ؟ فيؤتى بهم حتى بمن لاق لهم ليقة، أو برى لهم قلماً، فيجعلون في تابوت من حديد ويلقى بهم في النار.
القول في تأويل قوله تعالى :