وتقدم معنى السلطان حقيقة في قوله تعالى ﴿ فقد جعلنا لوليه سلطاناً ﴾ في سورة الإسراء.
( ٣٣ ) وفرع على جعل السلطان ﴿ فلا يصلون إليكما ﴾ أي لا يؤذونكما بسوء وهو القتل ونحوه.
فالوصول مستعمل مجازاً في الإصابة.
والمراد : الإصابة بسوء، بقرينة المقام.
وقوله ﴿ بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون ﴾ يجوز أن يكون ﴿ بآياتنا ﴾ متعلقاً بمحذوف دل عليه قوله ﴿ إلى فرعون وملائه ﴾ [ القصص : ٣٢ ] تقديره : اذهبا بآياتنا على نحو ما قدّر في قوله تعالى ﴿ في تسع آيات إلى فرعون ﴾ [ النمل : ١٢ ] وقوله في سورة النمل بعد قوله ﴿ وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات ﴾ [ النمل : ١٢ ] أي اذهبا في تسع آيات.
وقد صرح بذلك في قوله في سورة الشعراء ( ١٥ ) ﴿ قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون ﴾
ويجوز أن يتعلق بـ ﴿ نجعل لكما سلطاناً ﴾، أي سلطاناً عليهم بآياتنا حتى تكون رهبتهم منكما آية من آياتنا، ويجوز أن يتعلق بـ ﴿ لا يصلون إليكما ﴾ أي يصرفون عن أذاكم بآيات منا كقول النبي ﷺ " نُصِرتُ بالرعب " ويجوز أن يكون متعلقاً بقوله ﴿ الغالبون ﴾ أي تغلبونهم وتقهرونهم بآياتنا التي نؤيدكما بها.
وتقديم المجرور على متعلقه في هذا الوجه للاهتمام بعظمة الآيات التي سيعطيانها.
ويجوز أن تكون الباء حرف قسم تأكيداً لهما بأنهما الغالبون وتثبيتاً لقلوبهما.
وعلى الوجوه كلها فالآيات تشمل خوارق العادات المشاهدة مثل الآيات التسع، وتشمل المعجزات الخفية كصرف قوم فرعون عن الإقدام على أذاهما مع ما لديهم من القوة وما هم عليه من العداوة بحيث لولا الصرفة من الله لأهلكوا موسى وأخاه.