﴿أُوْلَئِكَ لَهُمْ عقبى الدار * جنات عَدْنٍ﴾ [ الرعد : ٢٢، ٢٣ ] وقوله :﴿وَسَيَعْلَمُ الكفار لِمَنْ عُقْبَى الدار﴾ [ الرعد : ٤٢ ] والمراد بالدار الدنيا وعاقبتها وعقباها أن يختم للعبد بالرحمة والرضوان وتلقى الملائكة بالبشرى عند الموت فإن قيل العاقبة المحمودة والمذمومة كلتاهما يصح أن تسمى عاقبة الدار، لأن الدنيا قد تكون خاتمتها بخير في حق البعض وبشر في حق البعض الآخر، فلم اختصت خاتمتها بالخير بهذه التسمية دون خاتمتها بالشر ؟ قلنا إنه قد وضع الله سبحانه الدنيا مجازاً إلى الآخرة وأمر عباده أن لا يعملوا فيها إلا الخير ليبلغوا خاتمة الخير وعاقبة الصدق، فمن عمل فيها خلاف ما وضعها الله له فقد حرف، فإذن عاقبتها الأصلية هي عاقبة الخير، وأما عاقبة السوء فلا اعتداد بها لأنها من نتائج تحريف الفجار، ثم إنه عليه السلام أكد ذلك بقوله :﴿إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظالمون﴾ والمراد أنهم لا يظفرون بالفوز والنجاة والمنافع بل يحصلون على ضد ذلك وهذا نهاية في زجرهم عن العناد الذي ظهر منهم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٤ صـ ٢١٤ ـ ٢١٥﴾


الصفحة التالية
Icon