غير أنه تعالى ذكر في مواضع من كلامه أنهم حرفوها واختلفوا فيها.
وقصة بختنصر وفتحه فلسطين ثانيا وهدمه الهيكل واحراقه التوراة وحشره اليهود إلى بابل سنة خمسمائة وثمان وثمانين قبل المسيح ثم فتح كورش الملك بابل سنة خمسمائة وثمان وثلاثين قبل المسيح واذنه لليهود أن يرجعوا إلى فلسطين ثانيا وكتابة عزراء الكاهن التوراة لهم معروف في التواريخ وقد تقدمت الاشارة إليه في الجزء الثالث من الكتاب في قصص المسيح عليه السلام.
٢ - قصص موسى عليه السلام في القرآن : هو عليه السلام أكثر الأنبياء ذكرا في القرآن الكريم فقد ذكر اسمه - على ما عدوه - مائة وستة وستين موضعا من كلامه تعالى، وأشير إلى قصته إجمالا أو تفصيلا في أربع وثلاثين سورة من سور القرآن، وقد اختص من بين الأنبياء بكثرة المعجزات، وقد ذكر في القرآن شئ كثير من معجزاته الباهرة كصيرورة عصاه ثعبانا، واليد البيضاء، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، وفلق البحر، وانزال المن والسلوى، وانبجاس العيون من الحجر بضرب العصا، واحياء الموتى، ورفع الطور فوق القوم وغير ذلك.
وقد ورد في كلامه تعالى طرف من قصصه عليه السلام من دون استيفائها في كل ما دق وجل بل بالاقتصار على فصول منها يهم ذكرها لغرض الهداية والارشاد على ما هو دأب القرآن الكريم في الاشارة إلى قصص الأنبياء وأممهم.
وهذه الفصول التى فيها كليات قصصه هي : أنه تولد بمصرفى بيت اسرائيلي حينما كانوا يذبحون المواليد الذكور من بنى إسرائيل بأمرفرعون وجعلت أمه اياه في تابوت وألقته في البحر وأخذ فرعون اياه ثم رده إلى أمه للارضاع والتربية ونشأ في بيت فرعون.
ثم بلغ أشده وقتل القبطى وهرب من مصر إلى مدين خوفا من فرعون وملئه أن يقتلوه قصاصا.
ثم مكث في مدين عند شعيب النبي عليه السلام وتزوج إحدى بنتيه.


الصفحة التالية
Icon