٤ - قصة موسى عليه السلام في التوراة الحاضرة :
قصصه عليه السلام موضوعة فيما عدا السفر الأول من أسفار التوراة الخمسة وهى : سفر الخروج وسفر اللاويين وسفر العدد وسفر التثنية تذكر فيها تفاصيل قصصه عليه السلام من حين ولادته إلى حين وفاته وما أوحى إليه من الشرائع والأحكام.
غير أن فيها اختلافات في سرد القصة مع القرآن في أمور غير يسيرة.
ومن أهمها أنها تذكر أن نداء موسى وتكليمه من الشجرة كان في أرض مدين قبل أن يسير بأهله وذلك حين كان يرعى غنم يثرون ( ١ ) حمية كاهن مديان فساق الغنم إلى وراء البرية وجاء إلى جبل الله حوريب وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقة فناداه الله وكلمه بما كلمه وأرسله إلى فرعون لانجاء بنى إسرائيل ( ٢ ).
ومنها ما ذكرت أن فرعون الذى أرسل إليه موسى غير فرعون الذى أخذ موسى ورباه ثم هرب منه موسى لما قتل القبطى خوفا من القصاص ( ٣ ).
ومنها أنها لم تذكر ايمان السحرة لما ألقوا عصيهم فصارت حيات فتلقفتها عصا موسى بل تذكر أنهم كانوا عند فرعون وعارضوا موسى في آيتى الدم والضفادع فأتوا بسحرهم مثل ما أتى به موسى عليه السلام معجزة ( ٤ ).
ومنها أنها تذكر أن الذى صنع لهم العجل فعبدوه هو هارون النبي أخو موسى عليهما السلام وذلك أنه لما رأى الشعب أن موسى أبطأ في النزول من الجبل اجتمع الشعب على هارون وقالوا له : قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا لان هذا ( موسى ) الرجل الذى أصعدنا من أرض مصر لا نعلم ماذا أصابه ؟ فقال لهم هارون : انزعوا أقراط الشعب التى في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وأتوني بها.
فنزع كل الشعب أقراط الذهب التى في آذانهم وأتوا بها إلى هارون فأخذ ذلك من أيديهم وصوره بالازميل فصبغه عجلا مسبوكا فقالوا أهذه آلهتك يا إسرائيل التى أصعدتك من أرض مصر ( ٥ ).
وفى الايات القرآنية تعريضات للتوراة في هذه المواضع من قصصه عليه السلام غير خفية على المتدبر فيها.
_________
( ١ ) تسمى التوراة أبا زوجة موسى يثرون كأهن مديان.
( ٢ ) الاصحاح الثالثة من سفر الخروج.
( ٣ ) سفر الخروج، الاصحاح الثاني.
الآية ٢٣.
( ٤ ) الاصحاح السابع والثامن من سفر الخروج.
( ٥ ) الاصحاح الثاني والثلائون من سفر الخروج.