﴿ إنا كنا من قبله مسلمين ﴾ : بيان لقوله :﴿ آمنا به ﴾، أي إيماننا به متقادم، إذ كان الآباء الأقدمون إلى آبائنا قرأوا ما في الكتاب الأول، وأعلموا بذلك الأبناء، فنحن مسلمون من قبل نزوله وتلاوته علينا، والإسلام صفة كل موحد مصدق بالوحي.
وإيتاء الأجر مرتين، لكونه آمن بكتابه وبالقرآن ؛ وعلل ذلك بصبرهم : أي على تكاليف الشريعة السابقة لهم، وهذه الشريعة وما يلقون من الأذى.
وفي الحديث :" ثلاثة يؤتيهم الله أجرهم مرتين : رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بي "، الحديث.
﴿ ويدرأون ﴾ : يدفعون، ﴿ بالحسنة ﴾ : بالطاعة، ﴿ السيئة ﴾ : المعصية المتقدمة، أو بالحلم الأذى، وذلك من مكارم الأخلاق.
وقال ابن مسعود : يدفعون بشهادة أن لا إله إلاّ الله الشرك.
وقال ابن جبير : بالمعروف المنكر.
وقال ابن زيد : بالخير الشر.
وقال ابن سلام : بالعلم الجهل، وبالكظم الغيظ.
وفي وصية الرسول ( ﷺ )، لمعاذ :" أتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن "
و﴿ اللغو ﴾ : سقط القول.
وقال مجاهد : الأذى والسب.
وقال الضحاك : الشرك.
وقال ابن زيد : ما غيرته اليهود من وصف الرسول، سمعه قوم منهم، فكرهوا ذلك وأعرضوا.
﴿ ولكم أعمالكم ﴾ : خطاب لقائل اللغو المفهوم ذلك من قوله :﴿ وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه ﴾.
﴿ سلام عليكم ﴾، قال الزجاج : سلام متاركة لإسلام تحية.
﴿ لا نبتغي الجاهلين ﴾ : أي لا نطلب مخالطتهم. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٧ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon