قوله :" عَلَى مَنْ يَشَاءُ " متعلّق بـ " ينزل " و" من " يجوز أن تكون موصولةً، أو نكرة موصوفة، والعائد على الموصول أو الموصوف محذوف لاستكمال الشُّروط المجوزة للحذف، والتقدير : على الذي يَشَاؤه، أو على رجل يَشَاؤه.
وقدره أبو البقاء مجروراً فإنه قال بعد تجوزه في " من " أن تكون موصوفة أو موصولة " ومفعول يشاء محذوف، أي : يشاء نزوله عليه، ويجوز أن يكونك يشاء يختار ويَصْطفي " انتهى.
وقد عرفت أن العائد المجرور لا يحذف إلاَّ بشروط، وليست موجودة هنان فلا حاجة إلى هذا التقدير.
قوله :" مِنْ عِبَادِهِ " فيه قولان.
أحدهما : أنه حال من الضَّمير المحذوف الذي هو عائد على الموصوف أو الموصول، والإضافة تقتضي التشريف.
والثاني : أن يكون صفةً لـ " من " بعد صفة على القول بكونها نكرة، قاله أبو البقاء وهو ضعيف ؛ لأن البداية بالجار والمجرور على الجملة في باب النعت عند اجتماعهما أولى لكونه أقرب إلى المفرد فهو في محلّ نصب على الأول وجرّ على الثاني، وفي كلا القولين متعلّق بمحذوف وجوباً لما تقرر.
قوله :" فَبَاءُوا بِغَضَبٍ " الباء للحال، أي : رجعوا ملتبسين بغضب، أي مغضوباً عليهم، وقد تقدم ذلك.
قوله :" عَلَى غَضَبٍ " في محلّ جر ؛ لأنه صفة لقوله :" بِغَضَبٍ " أي : كائن على غضب أي بغضب مترادف.
قوله " مهين " صفة لـ " عذاب ".
وأصله :" مُهْوِن " ؛ لأنه من الهوان، وهو اسم فاعل من أهان يُهِين إهانة مثل : أقام يقيم إقامة، فنقلت كسرة " الواو " على الساكن قبلها، فسكنت " الواو " بعد كسرة، فقلبت ياء.
والإهانة : الإِذْلالَ والخِزْي.
وقال " وَلِلْكَافِرِيْنَ " ولم يقل :" ولهم " تنبيهاً على العلّة المقتضية للعذاب المُهين، فيدخل فيها أولئك الكفّار وغيرهم. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٢ صـ ٢٧٧ ـ ٢٨٤﴾. باختصار.