﴿ وَهُوَ أَعْلَمُ بالمهتدين ﴾ أخبرني ابن فنجويه، قال : حدّثنا عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن مالك، قال : حدّثنا محمد بن إبراهيم الطيالسي، قال : حدّثنا الحسين بن علي بن يزيد المدايني، قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا الفضل بن العباس الهاشمي، قال : حدّثنا عبد الوهاب ابن عبد المجيد الثقفي، قال : حدّثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، عن الزهري، عن محمد بن ( جبير عن ) مطعم، عن أبيه قال : لم يستمع أحد الوحي يلقى على رسول الله ﷺ إلاّ أبو بكر الصديق، فإنّه أتى إلى النبي ﷺ فوجده يوحى إليه فسمع ﴿ إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ولكن الله يَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بالمهتدين ﴾.
﴿ وقالوا إِن نَّتَّبِعِ الهدى مَعَك ﴾ الآية نزلت في الحارث بن عثمان بن نوفل بن عبد مناف وذلك أنّه قال للنبي ( عليه السلام ) أنّا لنعلم إنّ الذي تقول حقّ، ولكن يمنعنا إتباعك أنّ العرب تتخطّفنا من أرضنا، لإجماعهم على خلافنا ولا طاقة لنا بهم، فأنزل الله سبحانه ﴿ وقالوا إِن نَّتَّبِعِ الهدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَآ ﴾ مكة.
قال الله سبحانه :﴿ أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً ﴾ وذلك أنّ العرب في الجاهلية كان يغير بعضهم على بعض، فيقتل بعضهم بعضاً، وأهل مكة آمنون حيث كانوا لحرمة الحرم ﴿ يجبى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ ﴾ يجلب ويجمع، قرأ أهل المدينة ويعقوب ( تجبى ) بالتاء لأجل الثمرات واختاره أبو حاتم وقرأ غيرهم بالياء كقوله ﴿ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ واختاره أبو عبيد قال : لأنّه قد حال بين الاسم المؤنث والفعل حائل ﴿ رِّزْقاً مِّن لَّدُنَّا ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾


الصفحة التالية
Icon