وقرن الآية بهذا البيت والرواية في البيت لو أن ذا ولكن على ما رواه القاسم يتجه في بيت عنترة أن يكون الأمر والشأن مضمراً في كان وذلك في الآية ضعيف، لأن تفسير الأمر والشأن لا يكون بجملة فيها مجرور وفي هذا كله نظر، والوقف على ما ذهب إليه جمهور الناس في قوله ﴿ ويختار ﴾ وعلى ما ذهب إليه الطبري لا يوقف على ذلك ويتجه عندي أن يكون ﴿ ما ﴾ مفعولة إذا قدرنا ﴿ كان ﴾ تامة أي أن الله تعالى يختار كل كائن ولا يكون شيء إلا بإذنه، وقوله تعالى :﴿ لهم الخيرة ﴾ جملة مستأنفة معناها تعديد النعمة عليهم في اختيار الله تعالى لهم لو قبلوا وفهموا.
وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (٦٩)
ذكر تعالى في هذه الآيات أموراً يشهد عقل كل مفطور بأن الأصنام لا شركة لها فيها، فمنها علم ما في النفوس وما يجيش بالخواطر، و﴿ تكن ﴾ معناه تستر، وقرأ ابن محيص " تَكُن " بفتح التاء وضم الكاف، وعبر عن القلب ب " الصدر " من حيث كان محتوياً عليه، ومعنى الآية أن الله تعالى يعلم السر والإعلان، ثم أفرد نفسه بالألوهية ونفاها عن سواه، وأخبر أن الحمد له في الدنيا والآخرة إذ له الصفات التي تقضتي ذلك، و﴿ الحكم ﴾ في هذا الموضع القضاء والفصل في الأمور، ثم أخبر بالرجعة إليه والحشر. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon