قوله ﴿ وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها ﴾ أي تتمتعون بها أيام حياتكم ثم هي إلى فناء وانقضاء ﴿ وما عند الله خير وأبقى ﴾ لأن منافع الآخرة خالصة عن الشوائب وهي دائماً غير منقطعة ومنافع الدنيا كالذرة بالقياس إلى البحر العظيم ﴿ أفلا تعقلون ﴾ أي أن الباقي خير من الفاني وقيل من لم يرجح الآخرة على الدنيا فليس بعاقل.
ولهذا قال الشافعي : من أوصى بثلث ماله لأعقل الناس صرف ذلك الثلث إلى المشتغلين بطاعة الله لأن أعقل الناس من أعطي القليل وأخذ الكثير وما هم إلا المشتغلون بطاعة الله تعالى ﴿ أفمن وعدناه وعداً حسناً ﴾ يعني الجنة ﴿ فهو لاقيه ﴾ أي مصيبه وصائر إليه ﴿ كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ﴾ أي وتزول عنه عن قريب ﴿ ثم هو يوم القيامة من المحضرين ﴾ أي في النار، قيل هذا من المؤمن والكافر وقيل نزلت في النبي ( ﷺ ) وأبي جهل، وقيل في علي وحمزة وأبي جهل وقيل في عمار بن ياسر والوليد بن المغيرة.