﴿ وَلاَ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾ فيه ثلاثة تأويلات
. أحدها : لا تنس حظك من الدنيا أن تعمل فيها لآخرتك، قاله ابن عباس.
الثاني : لا تنس استغناك بما أحل الله لك عما حرمه عليك، قاله قتادة.
الثالث : لا تنس ما أنعم الله عليك أن تشكره عليه بالطاعة وهذا معنى قول ابن زيد.
الثاني : وأحسن فيما افترض الله عليك كما أحسن في إنعامه عليك، وهذا معنى قول يحيى بن سلام.
الثالث : أحسن في طلب الحلال كما أحسن إليك في الإحلال.
﴿ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ ﴾ يحتمل وجهين
: أحدهما : لا عمل فيها بالمعاصي.
الثاني : لا تقطع.
﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ فيه وجهان
: أحدهما : لا يحب أعمال المفسدين، قاله ابن عباس.
الثاني : لا يقرب المفسدين، قاله ابن قتيبة.
قوله :﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمِ عِنْدِي... ﴾
فيه خمسة أوجه
: أحدها : أي بقوتي وعلمي، قاله يحيى بن سلام.
الثاني : علىخير وعلم عندي، قاله قتادة.
الثالث : لرضا الله عني ومعرفته باستحقاقي، قاله ابن زيد.
الرابع : على علم بوجه المكاسب، قاله ابن عيسى.
الخامس : العلم بصنعة الكيمياء.
حكى النقاش أن موسى عليه السلام علّم قارون الثلث من صنعة الكيمياء، وعلم يوشع بن نون الثلث، وعلم ابني هارون الثلث فخدعهما قارون وكان على إيمانه حتى علم ما عندهما وعمل الكيمياء فكثرت أمواله.
وفي قوله تعالى :﴿... وَلاَ يُسأُلَ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ﴾ أربعة تأويلات :
أحدها : يعذبون ولا يحاسبون، قاله قتادة.
الثاني : لا يسألون عن إحصائها ويعطون صحائفها فيعرفون ويعترفون بها، قاله الربيع.
الثالث : لأن الملائكة تعرفهم بسيماهم فلا تسأل عنهم، قاله مجاهد.
الرابع : أنهم لا يُسألون سؤال استعتاب : لمَ لَمْ يؤمنوا، قاله ابن بحر كما قال
﴿ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ﴾ [ الروم : ٥٧ ]. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٤ صـ ﴾