وقال ابن زنجلة :
سورة العنكبوت
أولم تروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة ١٩ و٢٠
قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر أولم تروا بالتاء على الخطاب وحجتهم قوله قبلها وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم ثم قال أو لم تروا كيف يبدئ الله الخلق وما بعده يدل أيضا على الخطاب وهو قوله قل سيروا في الأرض فانظروا وأخرى وهي أن الكلام جرى على حكاية مخاطبة إبراهيم قومه في قوله وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه١٦ ثم جرى الكلام بلفظ خطابه إياهم إلى قوله وما على الرسول إلا البلاغ المبين ١٨ ثم جرى الخطاب بعد ذلك منه لهم بقيله أولم تروا كيف يبدئ الله الخلق
وقرأ الباقون أولم يروا بالياء وحجتهم في ذلك أن معنى الكلام أولم ير الذين اقتصصنا عليهم قصص سالف الأمم الماضية كيف يبدئ الله الخلق فينشئه على غير مثال
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ثم الله ينشئ النشأة الآخرة بفتح الشين في كل القرآن وقرأ الباقون النشأة بإسكان الشين
وحجة من فتح الشين هي أن النشأة اسم المصدر والعرب جعلوا اسم المصدر في موضع المصدر فيقولون أعطيته عطاء وكلمته كلاما ولو أخرجوا المصدر في صحة لقالوا أعطيته إعطاء وكلمته تكليما وإنشأته إنشاء كما قال سبحانه إنا أنشأناهن إنشاء ومن قرأ بإسكان الشين فإنه جعله مصدرا صدر عن غير لفظ ينشئ فكان تقرير الكلام في النية أن الله ينشئ يوم القيامة خلقه الأموات فينشؤون النشأة الآخرة وفي التنزيل ما يقوي هذا وهو قوله وأنبتها نباتا حسنا
وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثنا مودة بينكم في الحيوة الدنيا ٢٥
قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر مودة بفتح الهاء من غير تنوين بينكم بكسر النون
وقرأ الأعشى مودة بالرفع والتنوين بينكم بالنصب
وقرأ أبو عمرو والكسائي مودة بالرفع غير منون بينكم بالخفض


الصفحة التالية
Icon