وقوله: ﴿وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ...﴾
نصبها حَمزة وأضافَها ؛ ونصبهَا عاصم وأهل المدينة، ونوَّنوا فيهَا ﴿أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ﴾ ورُفعَ ناسٌ منهم الكسائىّ بإضافة. وقرأ الحسَن (مَوَدّةٌ بَيْنَكُمْ) يَرفع ولا يضيف. وهى فى قرءاة أُبَىّ (إنَّما مَوَدَّةُ بَيْنهِمْ فى الحياة الدُّنْيَا) وفى قراءة عَبْدِالله (إنَّما مَوَدَّةُ بَيْنِكم) وهما شاهدان لمنْ رَفع. فمَن رفعَ فإنما يرفع بالصفة بقوله ﴿فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ وينقطع الكلام عند قوله ﴿إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً﴾ ثم قال: ليست مودّتكم تلك الأوثان ولا عبادتكم إيَّاها بشىء، إنَّما مودّة ما بينكم فى الحياة الدنيا ثم تنقطع. ومَن نصب أوْقع عَليهَا الاتّخاذ: إنما اتّخذتموهَا مَوَدّةً بينكم فى الحياة الدنيا. وقد تكون رفعاً على أَن تجعَلها خبراً لِمَا وتجعَل (ما) على جهة (الذى) كأنك قلت: إِن الذينَ اتخذتموهم أوثاناً مودَّةُ بينكم فتكون المودَّة كالخبر، ويكون رفعهَا على ضمير (هىَ) كقوله ﴿لَمْ يَلْبَثُوا إلاَّ سَاعةً مِنْ نَهَارٍ﴾ ثم قال ﴿بَلاَغٌ﴾ أى هذا بلاغ، ذلك بلاغ. ومثله ﴿إنَّ الذينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ﴾ ثم قال ﴿مَتَاعٌ فِى الدنيا﴾ أى ذلك متاع فى الحياة الدنيا وقوله ﴿يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ﴾: يتبرّأ بعضكم من بعضٍ والعابد والمعبود فى النار.
﴿ فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾
وقوله: ﴿إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي...﴾
هذا من قِيل إبراهيم. وكان مهاجَره من حَرَّان إلى فِلسطين.
﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾


الصفحة التالية
Icon