الآخرة كما بدأه دون كلفة أو إعياء "إِنَّ ذلِكَ" الإبداء والإعادة والإماتة والإحياء "عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ" ١٩ لأنه ما بين الكاف والنون من قوله كن، راجع الآية ٢٧ من سورة الروم المارة "قُلْ" يا أكرم الرسل لهؤلاء المنكرين قدرتنا الجاحدين كتابنا المكذبين لك "سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ" يوم القيامة على نمط الأولى إذ لم يتعذر عليه الأحداث إبداء حتى تنعذر عليه الإعادة أخيرا "إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" ٢٠ وذلك من جملة مقدوراته يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد
"يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ" بسبب وبلا سبب إذا شاء "وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ" كذلك لا يسأل عما يفعل "وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ" ٢١ جميعكم أولكم
وآخركم فله مصير الخلائق وإليه الأمر كله فيهم "وَما أَنْتُمْ" أيها الناس له بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا" يعجزه أيضا من "فِي السَّماءِ" لأن الكل بقبضته لا يستطيع أن يفلت منهم أحد، وفي هذا حذف الموصول مع بقاء الصلة وهو غير جائز عند البصريين، وقد أجازه غيرهم واستشهد له في الشعر على المذهبين بقول حسان رضي اللّه عنه وهو :
أمن يهجو رسول اللّه منكم ويمدحه وينصره سواء


الصفحة التالية
Icon