ومادة " وثن " بجميع تقاليبها واوية ويائية مهموزة تدور على الزيادة والكثرة، ويلزمها الفرقة من اختلاف الكلمة، فيلزمها حينئذ الرخاوة فيأتي العجز، وتراكيبها تسعة : في الواوي الثلاثة : وثن ثنو ثون، وفي اليائي ثلاثة : ثنى نثى ثين، وفي المهموز ثلاثة : أنث أثن نأث، فمن الزيادة : الوثن، قال القزاز : قال أبو منصور : الفرق بين الوثن والصنم أن الوثن كل ما كان له جثة من خشب أو حجر أو فضة أو ذهب أو جوهر أو غيره ينحت فينصب فيعبد، والصنم الصورة التي بلا جثة، ومنهم من جعل الوثن صنماً - انتهى.
وقال عبد الحق : قال الهروي : قال ابن عرفة : ما كان له صورة من جص أو حجارة أو غير ذلك فهو وثن - انتهى.
فقد علم من ذلك أنه لا بد فيه من صورة أو جثة، وعلى كل تقدير فهو ثان لما شابه صورته أو جثته وزائد عليه.
وقال أبو حاتم أحمد بن حمدان الرازي في كتاب الزينة : الصنم تمثال من حجارة على صورة الإنسان، فإذا كان من خشب فهو وثن، ويتخذ أيضاً من جص، وربما صوروا في الحائط أيضاً صورة إنسان فتسمى تلك الصورة أيضاً وثناً، والنصارى يفعلون ذلك ويصورون في بيعهم صورة المسيح وصورة مريم ويسجدون لها : واستوثن المال : سمن، فزاد لحمه، واستوثن من المال : استكثر، والنحل : صارت فرقتين صغاراً وكباراً، والإبل : نشأت أولادها معها، وأوثن زيداً : أجزل عطيته، والواثن : الشيء الثابت الدائم في مكانه، فالزيادة فيه بالنسبة إلى زمانه، ويمكن أن يكون من الرخاوة، فإنه لا يثبت على هذه الصورة إلا ما لا قدرة له على حركة.
ومن الفرقة : نثا الحديث - بتقديم النون - ينثوه وينثيه.