ولما كان أكثرهم متعنتاً، بين أن المتكلم بهذا الكلام، العالي عن متناول الأنام، هو الله المنوه باسمه في هذا النظام، بالالتفات إلى أسلوب التلكم، تنبيهاً لمفات السامعين بما ملأ الصدور وقصم الظهور فقال :﴿من رحمتي﴾ أي من أن أفعل بهم من الإكرام بدخول الجنة وغيرها فعل الراحم ؛ وكرر الإشارة تفخيماً للأمر فقال :﴿وأولئك﴾ أي الذين ليس بعد بعدهم بعد، وتهكم بهم في التعبير بلام الملك التي يغلب استعمالهما في المحبوب فقال :﴿لهم عذاب أليم﴾ أي مؤلم بالغ إيلامه في الدنيا والآخرة. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٥ صـ ٥٤٧ ـ ٥٥٠﴾


الصفحة التالية
Icon