وقال ابن عطية :
﴿ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ﴾
نصب ﴿ شعيباً ﴾ بفعل مضمر يحسن مع إلى تقديره بعثنا أو أرسلنا، فأمر شعيب بعبادة الله تعالى والإيمان بالبعث واليوم الآخر ومع الإيمان به يصح رجاؤه، وذهب أبو عبيدة إلى أن المعنى وخافوا، و﴿ تعثوا ﴾، معناه تفسدون، يقال عثا يعثوا وعث يعث وعاث يعيث وعثى يعثي إذا فسد، وأهل ﴿ مدين ﴾ قوم شعيب هذا على أنها اسم البلدة، وقيل ﴿ مدين ﴾ اسم القبيلة وأصحاب الأيكة وغيرهم، وقيل هم بعضهم ومنهم وذلك أن معصيتهم في أمر الموازين والمكاييل كانت واحدة.
و﴿ الرجفة ﴾ ميد الأرض بهم وزلزلتها عليهم وتداعيها بهم وذلك نحو من الخسف، ومنه الإرجاف بالاخبار، و" الجثوم " في هذا الموضع تشبيه، أي كان همودهم على الأرض كالجثوم الذي هو للطائر والحيوان، ومنه قول لبيد :[ الكامل ]
فغدوت في غلس الظلام وطيره... غلب على خضل العضاة جثوم


الصفحة التالية
Icon