قال النحاس : وذلك دليل على نبوّته ؛ لأنه لا يكتب ولا يخالط أهل الكتاب ولم يكن بمكة أهل كتاب فجاءهم بأخبار الأنبياء والأمم ﴿ إِذاً لارتاب المبطلون ﴾ أي لو كنت ممن يقدر على التلاوة والخط لقالوا : لعله وجد ما يتلوه علينا من كتب الله السابقة أو من الكتب المدوّنة في أخبار الأمم، فلما كنت أمياً لا تقرأ ولا تكتب لم يكن هناك موضع للريبة ولا محل للشك أبداً، بل إنكار من أنكر وكفر من كفر مجرّد عناد وجحود بلا شبهة، وسماهم مبطلين لأن ارتيابهم على تقدير أنه ﷺ يقرأ ويكتب ظلم منهم لظهور نزاهته ووضوح معجزاته.
﴿ بَلْ هُوَ ءايات بينات ﴾ يعني : القرآن ﴿ فِي صُدُورِ الذين أُوتُواْ العلم ﴾ يعني : المؤمنين الذين حفظوا القرآن على عهده ﷺ، وحفظوه بعده، وقال قتادة ومقاتل : إن الضمير يرجع إلى النبيّ ﷺ، أي بل محمد آيات بينات، أي ذو آيات.
وقرأ ابن مسعود :" بل هي آيات بينات " قال الفراء : معنى هذه القراءة : بل آيات القرآن آيات بينات.


الصفحة التالية
Icon